آخر الأحداث والمستجدات
قراءة نقدية في نتائج الإنتخابات الجماعية ببلدية الحاجب
أفرزت الانتخابات المحلية والجهوية ل 04 شتنبر 2015 على صعيد 29 دائرة التي يتشكل منها المجلس البلدي لمدينة الحاجب كما هو معلوم عن النتائج التالية: الحركة الشعبية : 13 مقعدا، حزب العدالة و التنمية : 05 مقاعد، الاستقلال : 05 مقاعد، التقدم و الاشتراكية: 04 مقاعد، الوحدة و الديمقراطية: مقعدان.
وطبيعي في مثل أجواء الانتخابات أن تظهر اختلافات بين مكونات الشارع الحجباوي في تقييم النتائج التي أفرزتها الصناديق بالمدينة، حيث طفت على السطح تباينات في الآراء. فالبعض يعتبر النتائج عادية بالنظر إلى ما ساد العملية الانتخابية من استمرار بعض السلوكات التقليدية في إقناع الناخبين بالتصويت كرمي العار والقرابة واستعمال المال الحرام من قبل البعض قبل ويوم الاقتراع لاستمالة أصوات الفقراء والمعوزين والمهمشين...
فيما ذهب البعض الآخر في اتجاه التشكيك بالنتائج من دون تقديم حجج وتبريرات تزكي طرحهم، خصوصا وأن الشائع أن السلطات المحلية أظهرت حيادا تاما والكفيل بوسم العملية الديمقراطية ب النزاهة والشفافية القائم على مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة.
أما لدى متتبعي الشأن المحلي والفعاليات النشيطة بها فقد جاء موقفها جامعا لما سبق، واعتبار النتائج شبه عادية مع إفراز مفاجآت غير متوقعة يمكن اختصارها كالآتي:
- اكتساح حزب الحركة الشعبية لصناديق الاقتراع بالمدينة وحصوله على 13 مقعدا هو من المفاجآت التي لم تكن متوقعة بهذا الشكل الكبير. فصحيح أن الوجوه التي ترشحت ضمن رمز السنبلة بالمدينة عرفت كيف تستثمر جيدا تواجدها بالمجلس البلدي السابق لربط صلات وعلاقات مع الناخبين حتى قبل أن تبدأ حرب الحملة الانتخابية وتضع أوزارها، غير أن جزءا من الساكنة كانت تمني النفس بالتغيير الجزئي خصوصا على مستوى بعض الوجوه التي طال أمد وجودها بمجالس البلدية خلال الولايات السابقة.
- السقوط المفاجئ لبعض الأحزاب التي لها مكانتها الاعتبارية بالمدينة وعدم حصولها على أي مقعد، يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك. فحزب مثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة وكيل لائحته عبد الله الغيوان المتجذر في العمل السياسي والفعل الجمعوي والرياضي بالمدينة، يترك المتتبع للشأن المحلي بالمدينة في دهشة وحيرة من هذا المآل وهذه النتيجة المخيبة للآمال. و نفس الأمر وإن كان بحدة أقل ينطبق على رمز غصن الزيتون وغيره. كما كان لسقوط رمز الحصان الوقع الكبير بالمدينة اعتبارا للتواجد الدائم لعناصر من الحزب الدستوري بالمجالس البلدية السابقة. لكن الذي وقع هو أن حسابات المالكين لزمام الحزب بإقليم الحاجب لم تكن محسوبة بشكل جيد وبالدقة المطلوبة.
- حصول رمز المصباح على خمسة مقاعد فقط لم يستجب لتطلعات البعض بالمدينة، خصوصا وأن الحزب له هياكل و تنظيمات تشتغل من غير توقف، بحيث نظم لقاءات وندوات وتجمعات كثيرة بالمقارنة مع باقي الأحزاب التي تعمد غالبيتها للنوم حتى تقترب الاستحقاقات الانتخابية. كما أن أطره يتسمون بالديناميكية والحيوية والحضور الدائم في كل ما يتعلق بالشأن المحلي للمدينة، و الوجوه التي تضمنتها لائحتهم من الوجوه التي لها مكانة اعتبارية بالمدينة، وغالبيتها إن لم نقل كلها مشهود لها بكونها وجوه وازنة. غير أن النتائج المحققة تطرح سؤالا جوهريا حول ماهية التدابير و الحجج الإقناعية التي لم يستثمرها الحزب لصالحه ليظفر بأكثر من المقاعد الخمسة المتحصل عليها بالمدينة؟... ويبقى أبرز ما أفرزته لائحتهم صعود أربع وجوه جديدة لم يسبق لها الصعود في الانتخابات، وهذا معطى إيجابي لفائدة الحزب ويتماشى مع رغبة فئات عديدة وتعطشها للتغيير والتشبيب، خصوصا وأنها من الوجوه التي لها رصيد محترم في تحريك عجلة المدينة المعطوبة على مستويات عدة، ولازالت تتصف بنظافة اليد وصفاء الذمة...
- نفس المعطى ينطبق على لائحة كل من حزب التقدم والاشتراكية الذي حبل ببعض الوجوه الجديدة ورمز الصنبور بوجه واحد جديد. لكن السؤال المطروح هل ستعطى الفرصة للوجوه الجديدة للإسهام في تسيير الشأن المحلي أم أنها ستبقى على الهامش؟ سؤال ستجيبنا عنه الأيام القليلة المقبلة.
الكاتب : | قرقبو اسماعيل |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-09-10 01:25:51 |